بالتأكيد أن للحرية حدودا إلا أن برنامج "الجريئة" الذى تقدمه المخرجة إيناس الدغيدى فاق كل هذه الحدود فخلال حلقة الأمس والتى حل فيها الفنان خالد أبو النجا ضيفاً تعمدت إيناس طرح العديد من الأسئلة والموضوعات التى تتعلق بالجنس تاركة الحديث عن الأعمال الفنية.
فلم يخل أى سؤال بالحلقة من الحديث حول الجنس، حيث بدأت إيناس حديثها بسؤال خالد حول رؤيته لمشكلة علاقة الرجل بالمرأة والتى قدمها من خلال فيلم "سهر الليالى" وقالت له: تفتكر المشكلة دى أصبحت كبيرة فى المجتمع نظراً لعدم معرفة كثير من الرجال بفهم هذه العلاقة مع زوجته، وأن رجالة زمان أحسن من دلوقتى فى هذا الموضوع، وهو الأمر الذى أجاب عنه خالد قائلاً: يمكن يكون ذلك سببا وهناك بعض الشباب تجهل بهذا الأمر، وهو ما دفعنى لتقديم شخصية "على" فى الفيلم، كما أننى أردت من خلال الدور أن أكشف أن الزوج وزوجته ممكن أن يدخلا فى علاقات غير مشروعة ولكن المهم أن يسامحا فى النهاية.
ثم توجهت إيناس بالعديد من الأسئلة الأخرى المستفزة، والتى تحمل نفس المعنى منها: تفتكر الشباب عندهم كبت جنسى، لماذا لم يتم تدريس المناهج الجنسية فى المدارس؟ بما أنك عشت فى أمريكا سنوات طويلة ألم تفكر فى إقامة علاقة جنسية هناك؟ إذا تم اختيارك لتقديم برنامج "الجريئة" فى أمريكا وطلب منك مناقشة موضوع جنسى فما هى القضية التى ستطرحها فى أولى حلقاتك؟
أما إجابات خالد أبو النجا على هذه التساؤلات حاول فيها بشكل كبير التهرب من الإجابة عليها بالدخول فى موضوعات أخرى مثل رده على الموضوع الجنسى الذى يمكن أن يطرحه على الجمهور الأمريكى بقوله إنه إذا أصبح مذيعا هناك سيفضل التركيز فى القضايا السياسية.
وعندما بدأ عرض بروموهات برنامج "الجريئة" على التلفزيون المصرى توقعنا جميعاً أن شعار "اتجرأ واتفرج" الذى رفعه البرنامج سيكون متعلقا بالموضوعات والخلافات الفنية التى يرفض العديد من النجوم الحديث فيها فى الجرائد وبعض وسائل الإعلام لكننا فؤجئنا بفرض الموضوعات الجنسية فى كل حلقة.
يبدو أن أسرة برنامج "الجريئة" تناست تماماً أنها تدخل بيوت المشاهدين فى شهر يفترض فيه الحفاظ على آدابه بالإضافة إلى تناسيهم أن البرنامج فى الأساس "فنى" وليس اجتماعى ليطرح تساؤلات تتعلق بإحدى الموضوعات التى تشغل بال فئة معينة فى المجتمع.
المصدر : اليوم السابع